ابن إدوارد سعيد هنا..

كتبها: هاشم الرفاعي

كان ادوارد في سيرته خارج المكان يعاني ازدواجية الهوية وفقدان رمزية المكان ، كان صراعاً عنيفا يستوقفه في مواقفه مع الزمان والمكان مع أهله مع مدرسته مع كتبه مع كل ما يبصره عقله ويستوقفه ، مع قضيته قبل كل شيء.

يتشابه الألم في كلا موضعي صاحب الجنسية وصاحب خارج المكان باختلاف ظروفهم المادية وتجاربهم ، لكن الألم وسؤال الاستغراق في لحظة ذات الموقف واحد .
كلهما يتشابهن في أن هناك ما يستحق أن تتفكر به وما لا تهتم به ، وإن لم يكون ذات الشيء.

من الصحراء يخرج نبع
ليس من عادة الأخوة العرب الوافدين أن يكونوا ذو جراءة في التفكير بصوت مسموع ، قد يكون الحال اختلف لجيل لم يعودوا وافدين ، ولم يعرفوا غير رائحة الرطوبة ولم يسيروا إلا على إيقاع حفر الشوارع بصكصكة ترانيم السيارات ، ولا يروا في الكون أوسع من أزقه حارتهم ، ليس غريبا ان يكونوا من ذات المكان وخارجه ليس سهلا كذلك أن يكونوا أطفلاً لتلك الديار ولا يكونوا رجالاً في هذا البلد .

سيرة تتكرر في وطني ، تتساقط الوجه الواحد تلو الأخر ، كل موقف يوقف عليه صاحب الجنسية يستوقفني مواقف عدة لأصدقاء لي بلا جنسية ، قد يكون الجذر ضارباً في الأرض معمق التاريخ متدثر الأحداث وملتف حول طينه هذا البلد ملطخا به ، لكن بلا جدوى ، التميز ليس أمراً مؤلماً للحظة لا بل هو ثقب في كينونة هوياتهم ، قد يكبر الخرق على الرقاع ، قد تتمزق وتذهب سدى فكرة أن هناك هوية ، وقد تصل المعادلة إلى كائن حي يأكل ويشرب لينام ليستيقظ ليأكل لينام ، بلا أدنى هدف ، وهذا في غالب الأمر تنتجه هذه المعادلات في بلدي، قد تخطيء فرضيات المعادلة لتخرج لنا منجزاً مفخرياً لكن يصد ويقذف بعيداً ، وقد تكتب معادلة بشطر مبتور لكن مسروق ومختلس الأرقام ليخرج بمعادلة يفخر بها من لا بفخر بنفسه بينه وبين حاله ، هذا زمن معادلاته مشطورة ولا للقيمة خانه في سطوره .

أزمة ليس حلها بدفتر أخضر ، أزمة تعامل وأزمة قضية وأزمة يضيق فيها الحر الكريم في الصحراء ، فينزوي لكي لا يمتحن ، وإن امتحن فهو خاسر بلا شك ، أنها أزمة حق .

سيرة مكملة لعدد من سير أبناء وأحفاد قضية تخط سطورها بريش المكان وألوان أرضة التي لا لون لها !

(Visited 89 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *