لا بد أنها فكرة لافتة وغير مطروقة، أن يحكي الكتاب حكاية فلسطيني يعيش في السعودية، ويتناول أزمة الهوية التي يمر بها نتيجة التجاذب بين هويتين عصيتين على الامتزاج والجمع، فما بين رواسب الجيل الأول من فلسطينيي الشتات، والنزعات الجديدة التي تشكلها هوية الجيل الثاني في المجتمع السعودي، تبرز شخصية متعددة الهويات والملامح، يجتمع فيها المتناقض، والشبيه، وتتكرر الحكاية التي لا يمكن أن تأخذ قالباً واحداً، كل حكاية تحمل هويتها، وصفاتها، وتفاصيلاً قد تتقاطع في ملامحها العامة مع مجتمع بأكلمه، لكنها تتمتع بكل تأكيد بخصوصية مطلقة..!
إنها حكاية الفلسطيني الذي يتحدث بشكل عفوي عن حياته في السعودية، ويحكي بلا تحفظات عن حياة الفلسطينيين، من داخل بيوتهم، أحاديثهم، تعاليمهم لأبنائهم، علاقتهم بالسعوديين، وعن كل ما تضمه بيوتهم، وعن الأثر الذي ينتج عن احتكاك ثقافتين مختلفتين، والثمن الذي يتوجب دفعه من قبل من يحملهما..!