غرفة للمجانين

لا تليق بك إلا غرفة للمجانين,

وساعة حائط يعلقها مهندسو الطرقات,,

لا يليق بك إلا أن تكون محنطاً

أو حرف (ص) ناقصا في لسان طفلة..

لا تليق بك البالونات والشموع الخافتة

ولا المجبولات من حوض الشمس وترقرق النواعير,

حتى البحة التي تفتعلها تتكرر أثناء نومك

فتلفظ اسمك بالخطأ

كما رسمته بالسيف أو بالأظافر السود!

لك الآن أن تبكي دون أن تسأل: أكان ذنبا!؟

ودون أن تكتشف في السطر الممل

أن نصف القلب كذبة,

ونصفه الآخر دولاب معطوب ليس ثمة من يصلحه!

تستطيع الآن أن تطفئ سجائرك في جلد الموتى,

والطامحين إلى لقمة العيشِ, لكنك لن تستطيع الكذب:

أنت لا تعرف أوجاع الحنّاء

ولا جشع الأطباء المهرة

أنت لا تعرف الخبز الناشف والشفاه المشققة!

أنت لا تعرف حمى الضنك

ولم تزر شعاب الوادي المتصدع,

أنت لم تسافر إلى غرف البغايا

ولم تمارس الجنس بخمسين ريالاً لتصرخ آخر الليل:

ها قد كبرت!!

أنت لا تعرف الملح, فكيف تحكي عن القناديل

والليالي المغموسة بالسرد والدمع الخرافي:

إنني لا أنسى أحداً

لكنني أبتلي الحفرة فأُسقط الأعرج فيها,

إنني لا أنسى أحداً

أخلق من قوس قزح علبة ألوان وأمنح الكنز للّصوص!

أنت لا تنسى أحداً

لكنك لستَ نافورة في ليلة العيد

أنت لا تملأ عباءات الكهنة ورؤوس الأباطرة

وشباك الصيادين الذين بصقوا فأفسدوا البحر!

أنت لا تنسى أحداً

لكنك تصنع نهرا من الدم ولا تعرف القتلة

تملأ الشمال إسمنتاً والجنوب أكوام قمامة,

أنت لا تنسى أحداً

لكنك في الحفل الأخير,

قطعت تذكرتين للغواية,

نسيت مع من ستذهب, ولم تذكر أحداً..!

(Visited 35 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *