رمح الدهشة

دهشتي أيقونة لم تغفُ في المعابد والمطارات,

ولا حملتها كالحقد في دمعة العيد,

خبأتها للفتنة التي تقرص رأسي

للاسطوانات القديمة,

لوشمٍ لم ينبت في شجرة زيتون

خبأتها.. للذين يقبلون الموت قبل المعركة!

:

دهشتي للتي كتبتني في شريط بكائها الأزرق

وحين خافت من الغرق ظنتني دمعة النجاة!

للتي ظلّت بكّاءة على باب الليل

وحين ضيعت أصابعها ظنتني منديلها الورقي!

للتي ارتجفت ثلاثين سنة دون أن تتوقف,

وحين سكنت عروقها

ظنتني اهتزازها الشفاف

أو عاصفتها الجارحة!

هي التي كنّست ثدييها باتجاه الخريف,

وحين نضجَت

انحنت على ركبتيها, وكتبت:

الموت مرآتي والخوف فرشاتي الضخمة!

الصوت الناعم كالأظافر خارطتي,

لكنني بلا عربة وأحصنة!

:

أيها الليل خذ دهشتي, ازرعها في جزيرة نائية,

علمها الوحدة, والنوم في الأحراش,

كيف تخنق الذئاب بالكلام, وتملأ جيبها بالسكون!

أيها الليل

خذ دهشتي بيديك,

املأها بعقارب الملح.. واتركها تفيض…!

(Visited 34 times, 1 visits today)

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *