فيما يتعلق بالدراسة، أؤمن بشدة بأهمية التعليم والتعلم، وضرورة أن يتطور المرء معرفياً، وأجزم أن الشيء الوحيد الذي يصنع الإنسان ويبني كل مهاراته لاحقا هو العلم.
لكنني في سنوات دراستي كنت أكنّ بغضاً شديداً للمدرسة، واصلت الدراسة مضطراً بالطبع..
في الجامعة، اخترت (كانت الفرصة الأفضل لي للعمل مبكراً) أن أدرس منتسباً، كان منهجاً بائساً أيضا، درست القانون لسنوات ثلاث قبل أن أكتشف أنني لا أطيق ذلك..
طلبت تحويل دراستي إلى إدارة الأعمال، ظناً مني أنه الأنسب، تمت الموافقة على طلبي مع حذف سنتين من مدة الدراسة.. وهنا نقطة تحول:
هل أنا حقاً بحاجة هذا الورقة؟ هل أرغب بمواصلة هذا العذاب؟ كان من أروع القرارات التي اتخذتها في حياتي.. تركت الجامعة وقررت أن أتعلم بنفسي..
تعلمت في سوق العمل بعيداً عن الجمود الأكاديمي.. قرأت وكتبت وتدربت وشاركت في ورش متخصصة ومؤتمرات، وصقلت مهاراتي الشخصية بعيداً عن مزاج دكاترة المدرجات والمتطلبات التي لا تفيد شيئاً في الحياة العملية، استعنت بالطبع بمناهج جامعية مفيدة..
عزيزي الطالب الجامعي المستجد، هذا ليس تحريضاً على ترك مقعدك، لكنه تلميح: المقعد الذي تجلس عليه لن يعلمك كل شيء، لا تصدق أن الورقة التي ستحصل عليها بعد أربع سنوات ستضمن لك عملاً جيدا.. أنت من سيضمن ذلك بمهاراتك،
لقد شغلت في مساري المهني مناصب قيادية في منشآت كبيرة، شاركت في تأسيس مشاريع وأسست مشاريع خاصة، ولا زلت.. وأظنني لن أتوقف..
تعلّم.. لكن لا تكن أسيراً للتعليم..
تعلم.. ولا تكن أسيراً للتعليم
(Visited 514 times, 1 visits today)