أنا خجِلٌ من نفسي، ومن القول إنني أشعر بالإنهاك من تراكم العجز، وأمام تلال الجثث التي ترتفع كلما عبَرَ الوقت والعابرون، أخجل أن أقول: ضعفي يكبّلني، صوتي مختنق، والصراخ لا أثر له في فمي. وما أكتبه، الكلمات واهية وبليدة، وكل ما تحتمله عواطفنا هشّ أمام حقيقة الموت في غزة، هذا الثِقل الذي يعتلي كتفيّ مثل غوريللا، ويجلس عليهما كأن لا مكان له سواهما، كلّما تحرّكتُ يهزّ رجليه، فترتطمان بصدري، وتطبقان على النفَس.
مخجلٌ للرجال أن يفصحوا عن تعبهم، ليس هنا، حيث تصقلنا الخشونة تحت مظلة التهديد بزوال النِعم، والرجلُ تعركه الحياة ويعركها، لكن ما قيمة التعب في حضرة الموت؟ ما قيمة كونك رجلاً أو امرأة أمام وعدٍ لم يُحدّد لانتهاء الحرب، عدوٌّ يلهو بمخزن الذخيرة بينما أمُّه، راعيته الشمطاء، تزوّده بغيرها كلما نفدت؟ ما قيمة أن تكون بشراً أو سلحفاة وأنت تقع في جانب “الآخرين” الذين لا ينتمون للرجل الأبيض؟ ما قيمة الانهيار بينما لا يزال الفلسطيني، حياً وميتاً، واقفاً في #غزة؟!..
أنا خجِلٌ من الأحياء والموتى..