الذي كان أول الروح, هذا الذي أنجبته الأيام في وقت مناسب جدا, لكنّ أباه كان عاقاً, وظلمه!
لا يمكنني أن أحكي عنه بحيادية, ولا أستطيع إلا أن أشعره بكل طاقتي في الحب, هذا الذي منح لي اسماً, وحقق لي هدفاً, وسلّمني مفاتيح الأرض, ثم قال أنت أمينها..!
في الثاني عشر من أغسطس 2002 ولد هذا الكتاب متجاوزاً ألم الناشرين وباعة الورق والكلام, في موعده المحدد, وبعد أن أدّى دورته الجنينية كاملة خرج إلى الضوء, مثل عفريتٍ وجد غطاء القمقم مكشوفاً فأطلّ برأسه على الحياة..! وأعتقد أنني لا أمتلك الكثير من الطقوس الاحتفالية بما يخصني, اممم يبدو أنني مثل كوكب الأرض, أحمل نيراني وبهجتي والفرح الذي أحسه في داخلي, لكي أتشبع بكل جزيئاته, ولئلا ينفجر بركانه حولي, فيتبعثر وينطفئ بعد أن تنام اللحظة!
باستثناء نص واحد كتبته في (جدة), فإن نصوص هذا الكتاب جميعها كتبت في (الرياض) المدينة الأنثى, قال الرجل: إذا سمعتَ أحداً يقول مرة إن الرياض مدينة لا تحرّض على الحب والشعر, فليقرأ كتابك ليعرف كم هو مجحف وظالم! لماذا أقول إنني كتبته في (الرياض)؟! هل أشعر بالامتنان نحوها؟! الذي أعرفه أن الشعراء يكتبون الإهداءات إلى ذويهم وأبنائهم وأصدقائهم, وأوطانهم ربما, حقيقة ما حدث:
أن الرياض أنجزت هذا الكتاب, قدّمته هدية استثنائية لي, وكتبت على غلافه: إلى معتز قطينة.. خلفي الريح مجدولة..!