حبةُ قمح لم أحصدها ليلة أمسْ..
في شعرك تبكي/ تنفض تربة رأسك,
تبحث عن ثغرة شمسٍ كي لا يأكلها دوريْ..
الروح ملاذ للفكرةِ, كهف لا يفصح عنكَ:
رأيتك جلباباً يتهم الجسد/ الشهوةَ
والروح تلاشت كالفكرةِ
لم يعرفك الجسدُ ولم تنكرْك الروح…
رجلاً تضع على شاهدة التربةِ
تغمس في نهر القبلة شفةً من فولاذٍ/ تضحكُ
دمك/ المعركةُ/ نبيذ الطينِ
خيانة عصفورين لغصنهما,
والحبر الأبيض ينهارُ
وَرقبة نيويورك معرضة للبردِ (الإنفلونزا لا تبقي شيئاً للحبر)!
نيويوركُ: قميص الأنثى
تنهار عليها كالتاجرِ/ تأتيك كحلم الجنةِ/ تسكنكَ كـ خوف!
حبةُ قمحٍ لم تحصدها نيويوركُ:
أراك نحيلاً كاللعنةِ/ منتفخاً كالقربةِ/ تجمع ذلّينِ:
الصورة والأعين..!
تطلق بالونات الميلادِ, تسلم بابا نويلَ لسجّانيكَ
وتنقش كالمجنونِ هراءكَ فوق اليابسِ
تزعج أطفال النهر بأكذوبة عيد الميلاد..
والظل الأبيض يشبههم,
يسكت حين تدق إناث الكهف على الشباكْ..
يلفح وجه الشمس ويخبرنا: قد لا يدهشهم هذا الصوت!
تبحث عن قبر للرقبة: نيويوركُ رماد الصيغةِ
شرنقة ترشح صمغاً,
تلتصق بشاربك الأشعثِ/ تفضح سيرتك الأولى
وتعيدك سيرتك الأولى!
كغراب يرفع صلباناً تتقدمُ, تفتح باب الفجر
تنادي: بابلُ معبدْ..
تخلع ثوبك/ تهذي: من يعرف أيني وَ لهُ الجنة!!
بابل يعرفها الموتى: تسعة أقلامٍ في إصبع..!
كتاب (أوجاع الذئب الأشقر) 2004